قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } إبراهيم7
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى .. ولكن قد نغفل عن نعم كبيرة خصّنا الله بها .. وقد حَرَمَ كثيرين منها لحكمة
يعلمها سبحانه ..
ونحن هنا نتذاكر بعض هذه النعم .. لنستشعر رحمة الله بنا .. وأنه فضلنا على كثيرٍ من خلقه تفضيلا ..
ثم هل حمدنا الله - عز وجل- على هذه النعم .. وهل أدينا حقها .. ؟؟
أخوتي "بضدها تتميّز الأشياء" ..
عشت طفولتك بكل ما فيها من براءة ومتعة .. وغيرك يعرف البراءة ولكن لا يعرف المتعة ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
ترى الدنيا الجميلة والواسعة بعينيك .. ويوجد من لا يبصر طريق خطاه ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
ليس سهلاً أن تمشي وتركض على قدميك .. وقد شلت أقدام وبترت سوق ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
لديك بيت يؤويك مع أسرتك .. وغيرك بدون بيت يؤويه ولا أسرة تحتويه ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
تأوي إلى سريرك الدافئ المريح .. وغيرك ينام على الحجر .. ويلتحف بالسماء ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
نتنافس في تقديم أفضل المأكولات .. وهناك 17 مليون إنسان يموتون سنوياً بسبب الجوع ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
تنام مليء عينيك ولا تخشى إلا الله .. وهناك من طرد الجوع والخوف النوم من عينيه ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
تعيش حراً كأنك الطير في السماء .. وهناك من هو خلف القضبان لم يرى نور الشمس منذ سنوات ..
إذاً تنفس الصعداء وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله" [img]
حتى عندما تموت تحترم وتكرم ويرجى لك الخير .. وهناك من يحرّق بالنار في مشهدٍ تنكره
الفطرة .. ونار الآخرة أشد وأنكى .. إذاً تنفس الصعداء
وقل من أعماقك خاشعاً : "الحمد لله"
ولكن مع كل ما سبق تذكر أن النعم لا تدوم إلا بالشكر ..
إعلم أن لا نعمة تعادل نعمةالإيمان والهداية لدين الحق ..
إن ما ذكر هنا لا يشكل إلا شيء يسير بل يسير جداً من نعم الله تعالى علينا ..
تذكر أن هذه النعم من الله وحده ولو شاء لسلبها منك .. فإذا أردت دوامها فداوم شكره سبحانه ..
لا تضجر عندما تحرم من نعمة لحكمة يعلمها سبحانه .. فهو سبحانه أرحم بك من نفسك ..
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ..
أخيراً .. نبّه سبحانه و تعالى أنه لا يعذب العبد الشاكر المؤمن ..
قال تعالى :
{مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً } النساء147