والد نور: أطالب الجهات المختصة أن تضع حداً لهؤلاء المستهترين
لم ترجع الطفلة ( نور) ذات الـ4 سنوات يوم 2\11\2010 إلى منزلها، ولم ترَ نور الشمس حتى الآن، وكان آخر ما شاهدته بعد خروجها من روضتها دراجة نارية مسرعة اصدمت بها وأدخلتها حالة السبات منذ يوم الحادثة حتى اليوم..
نور خانم من سكان منطقة جيرود "خرجت من روضتها قاصدةً المنزل إلا أن دراجة نارية مسرعة صدمتها وأفقدتها الوعي، وقام السائق بنقلها هي وأخيها في الصف الخامس (لم يصب بالحادث) إلى مشفى (النور) بمدينة دوما التي تبعد عن جيرود مسافة تقارب الـ60 كلم وقام برميهما أمام المشفى ولاذ بالهرب" بحسب ما قاله الأب حسين خانم.
تعيش أسرة حسين حالة من "الرعب والأمل بذات الوقت" نتيجة حالة نور غير الواضحة حتى الآن، وقال حسين لسيريانيوز" افترشت المشفى أنا وزوجتي متأملين يقظة نور في أية لحظة منذ 7 أيام دون جدوى، أعصابنا متوترة ونعيش حالة من الرعب والحزن والأمل في ذات الوقت، فلا يمكن لأي شخص تخيل الحالة، وما بأيدينا سوى الدعاء لله عز وجل أن يشفيها ويعاقب من كان السبب".
ليست (نور) المتأذية الوحيدة
وأضاف حسين " أصيب ابني (في الصف الخامس) بما يشابه الانهيار العصبي لأن السائق اصطحبه مع اخته على الدراجة إلى مشفى النور ورماهما أمام باب المشفى وهرب، عدا عن ابنتا خالتها اللتان رفضتا العودة إلى الروضة التي لطالما جمعتهم الثلاثة سويةً في باحتها، وذلك تاثراً وخوفاً من الحادثة".
سائق الدراجة لاذ بالفرار، إلا أنه وبحسب تعبير الأهل فإن " مئات الدراجات بل الآلاف مازالت منتشرة وبشكل مخالف في ريف دمشق دون ضوابط أو قيود" .
وقال حسين إن " أعداد الدراجات غير المرخصة في ريف دمشق وصل حد غير معقول وحوادثها كثيرة جداً وأغلبها مأساوية وتؤدي للوفيات، فمنطقتنا شهدت عدت حوادث من هذا النوع التي أدت للوفيات أو العاهات المستديمة".
وأردف حسين " أطالب الجهات المختصة ان تضع حداً لهؤلاء المستهترين الذين لا يهتمون بأرواح الناس، وعلى الأقل أن يتم منع الدراجات النارية من المرور أمام مدارس الأطفال فهي خطرة جداً ومن الممكن أن يفقد أحدنا ابنه او ابنته في لحظة طيش لهؤلاء".
بارقة الأمل
وللاطمئنان عن حالة نور، استطاعت سيريانيوز زيارتها في غرفة العناية المشددة رغم عدم شعورها بوجودنا أبداً، إلا أننا استفسرنا عن حالتها الصحية من الطبيب المناوب، حيث قال طبيب العناية المشددة الدكتور جمال قبي قولي إنه " في الساعة الواحدة والنصف من ظهيرة يوم 2\11\2010 وصلت نور إلى المشفى وهي غائبة عن الوعي وبحالة من الهياج بالإضافة إلى وزمة شديدة وكدمة على الوجه وجروح في فروة الرأس مع خروج السائل الدماغي الشوكي من الجروح و اضطرابات في التنفس".
وأردف قبي قولي " أجريت الإسعافات اللازمة لنور ونقلت للعناية المشددة ووضعت على جهاز التنفس الاصطناعي (حتى اليوم) لأنها تتنفس بصعوبة".
مضيفاً أن" نور غير واعية وغير متجاوبة منذ سبعة أيام إلا أنها بدأت اليوم بالقيام بحركات هادفة بأطرافها وهذا شكل للأطباء المهتمين بحالة نور بارقة أمل وفرح شديد لأن ذلك إشارة تحسن جيدة".
70% من نزلاء العناية ضحايا لحوادث سير
وعن ضحايا حوادث السير التي تصل للمشفى ، قال قبي قولي إنه " من 50% إلى 70% من مرضى غرفة العناية المشددة هم ضحايا لحوادث السير (دراجات نارية وسيارات) وتكاد لا تخلو الغرفة من 3 حوادث سير على الأقل، هذا عدا عن الحوادث التي يصل ضحاياها مفارقين الحياة".
وأردف قبي قولي" الدراجات الناري منتشرة بكثرة في ريف دمشق وتؤدي إلى حوادث كثيرة وخطيرة أغلب إصاباتها تكون في الرأس وذلك نتيجة السرعة الزائدة وعدم التقيد بالقوانين أو بعوامل السلامة كالخوذة وغيرها" مشيراً إلى أن " قسم الإسعاف في المشفى يشهد وبكثرة حالات حوادث دراجات نارية و مايزيد الخطورة هو سهولة تمكن سائق الدراجة من الهرب إن صدم أحدهم وخصوصاً أنها لا توجد كميرات مراقبة للسرعة في الأرياف مثل المدينة، عدا عن كون طرقات ريف دمشق غير مزدحمة ما يسهل السرعة".