ترقق العظام وعلاقته ببعض الأمراض

ترقق العظام : وهي حالة يصبح فيها العظم هشا و أكثر قابلية للكسر .
عوامل الخطورة : 1- ضعف البنية وصغر كتلة الجسم. 2- قصة عائلية لترقق العظام.
3- سن اليأس. 4- غياب الدورة الشهرية. 5- الكورتيزون. 6- نقص الوارد من الكالسيوم .7- نقص الفعاليات الجسدية . 8- التدخين و الكحول .
ترقق العظام هو مرض صامت يمكن الوقاية منه إذا كشف مبكراً أو يكشفه كسر نتيجة رض خفيف.
1- عدم تحمل اللاكتوز : وهي حالة شائعة تنجم عن غياب خميرة اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة وهي ضرورية لهضم سكر الحليب (اللاكتوز ).
اللاكتوز غير المهضوم يؤدي إلى حدوث غازات حيث أنه خلال 30-120 دقيقة من تناول الحليب أو أحد مشتقاته يتطور عند المريض آلام بطنيه و إسهال (أعراض مشخصة لعدم تحمل اللاكتوز) .
العلاقة مع ترقق العظام : مرضى عدم تحمل اللاكتوز معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بترقق العظام وذلك لتجنبهم الحليب و مشتقاته .
المحافظة على صحة العظم :
1. الكالسيوم و فيتامين د : من المفيد توفر حمية غنية بالكالسيوم و فيتامين د كما في مشتقات الحليب منخفضة الدسم و الخضار الورقية و الأطعمة و المشروبات المدعمة بالكالسيوم والأدوية الحاوية على الكالسيوم و فيتامين د .
من لديهم القليل من اللاكتاز بالأمعاء يمكن أن يزيدوا تحملهم للاكتوز وذلك بالإدخال التدريجي لمشتقات الحليب بطعامهم وبذلك يمكنهم تناول كميات قليلة دون حدوث أعراض (ألم بطني و إسهال) حيث يكفي ما لديهم من لاكتاز لهضم اللاكتوز . بعض منتجات الحليب قد يكون هضمها أسهل بالنسبة لمرضى عدم تحمل اللاكتوز مثل الجبن المطبوخ المعتق ومنتجات الحليب منخفضة اللاكتوز (جبن عربي , شرائح الجبن المعالجة ). حبوب أو شراب اللاكتاز أيضا يمكن استخدامها لهضم مشتقات الحليب .
فيتامين د, ضروري لامتصاص الكالسيوم و صحة العظم و يتم تركيبه بالجلد نتيجة التعرض للشمس , كما يوجد في بعض الأطعمة مثل زيت السمك صفار البيض السمن النباتي المدعم بفيتامين د و الحبوب .
2. التمارين الرياضية : العظام مثل العضلات تزداد قوتها بالتمرين لاسيما تمارين حمل الوزن مثل المشي, صعود الدرج, والرقص .
نمط الحياة الصحي : التدخين سيئ و يبكر بحدوث سن اليأس و بالتالي بدء خسارة العظم , كما ينقص امتصاص الكلس . الكحول سيئ كذلك حيث يكون المدمنون غالبا سيئي التغذية ويعانون من تكرار حالات السقوط .
فحص الكثافة العظمية : يمكننا من كشف ترقق العظام قبل حدوث كسر , ويساعد بتوقع احتمال إصابة الشخص بالكسر مستقبلا .
العلاج : عدم تحمل اللاكتوز وترقق العظام هما مرضان غير شافيان تماما لكن هناك أدوية للوقاية و العلاج (أليندرونات , رزيدرونات , ايباندرونات , رالوكسيفين , تيريباراتايد, استروجن ) وهي كلها لعلاج ترقق العظام عند النساء بعد انقطاع الدورة الطمثية .
أليندرونات تستخدم عند الرجال أيضا .
أليندرونات و رزيدرونات تستخدم لعلاج ترقق العظام المحرض بالكورتيزون عند النساء و الرجال .
2- الربو و ترقق العظام : الربو مرض رئوي مزمن , ثلث المصابين تحت عمر 18 سنة . أعراضه : سعال – وزيز – ضيق أو شد في الصدر – صعوبة في التنفس – تسرع قلب – تعرق . الأطفال المصابين بالربو غالبا يشكون من حس وخز أو حكة أعلى الصدر أو سعال جاف . الربو بحد ذاته لا يؤثر بالعظم لكن الأدوية المستخدمة والتوصيات المستخدمة بالعلاج لها تأثير سلبي على النسيج العظمي .
العلاقة بين الربو وترقق العظام : مرضى الربو أكثر عرضة لترقق العظام وخاصة بالعمود الفقري وذلك بسبب العلاج بالكورتيزون والذي عند أخذه فمويا ينقص امتصاص الكلس ويزيد خسارته في البول وينقص تكون العظم . جرعة أكبر من 7.5 ملغ في اليوم قد تسبب خسارة مهمة في العظم وخاصة في السنة الأولى لتناوله كما يؤثر الكورتيزون بإنتاج الهرمونات الجنسية في الجنسين وبالتالي يساهم بخسارة العظم وضعف العضلات مما يزيد احتمال السقوط وحدوث الكسر . كثير من مرضى الربو يظنون أن تناول الحليب ومشتقاته يمكن أن يثير نوبة الربو رغم أن الدراسات تشير إلى أن ذلك قد يحدث فقط عند من لديهم حساسية للحليب ولذلك فإن تجنب الحليب وخاصة عند أطفال الربو قد يكون ضارا لأنهم بحاجة للكلس لبناء العظم .
بما أن الجهد قد يثير الربو فإن تجنب التمارين أيضا يسئ إلى العظم وهنا قد يلجأ المرضى إلى السباحة التي لا تثير نوبة الربو لكن السباحة ليس لها نفس تأثير تمارين حمل الوزن على بناء العظم . ينصح مريض الربو بإجراء التمارين الرياضية ولكن بظروف خاصة ومع تناول أدوية الربو أحيانا و تجنب التعرض لمثيرات الربو و إنقاص جرعة الكورتيزون وتجنب المصابين بالزكام والإنتانات التنفسية وتجنب الشدة الجسدية والعاطفية . مرضى الربو وخاصة المعالجين بالكورتيزون لمدة تتجاوز الشهر غالبا يحتاجون لإجراء قياس كثافة عظمية . مرضى الربو الذين قد يتطور لديهم أو تطور لديهم تخلخل عظام محرض بالكورتيزون يمكن علاجهم بالإليندرونات كما يمكن استخدام الريزدرونات للعلاج والوقاية .
العلاج باستنشاق الكورتيزون أفضل من العلاج الفموي ( فعال وأقل أعراض جانبية ) .
3- الداء الرثواني (الروماتيزم ) وترقق العظام : الداء الرثواني هو مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجسم خلاياه وأنسجته الطبيعية مما يؤدي إلى التهاب الأغشية المفصلية وتحرير أنزيمات تخرب العظم والغضروف المحيط .
مرضى الرثواني غالبا لديهم تورم وألم ويبوسة في المفاصل خاصة في اليد والقدم وربعهم يتطور لديهم عقيدات تحت الجلد قريبة من المفاصل كما يمكن أن يحدث وهن عام – فقر دم – ألم في العنق – جفاف في العين والفم . يصيب الرثواني النساء أكثر من الرجال بعمر فوق 40 سنة .
الرثواني الشبابي : يصيب الأعمار أقل من 16 سنة وقد يحتاج المرضى للكورتيزون الذي يؤثر سلبا على العظم إضافة إلى نقص الفعاليات الجسدية بسبب الألم .
لذلك يعتبر العلاج الفيزيائي مع حمية غنية بالكلس وفيتامين د ضروري بهذه الحالة .
العلاقة بين الرثواني وتخلخل العظام : تزداد خطورة الخسارة العظمية والكسور عند مرضى الرثواني وذلك بسبب الكورتيزون ونقص الفعاليات الجسدية بسبب الألم , كما أن المرض بحد ذاته قد يسبب ضياع عظمي خاصة بالمناطق المحيطة بالمفاصل الملتهبة .
يفضل لمرضى الرثواني إجراء التمارين الرياضية بشكل متقطع مع فترات راحة لتخفيف الألم مع تقوية العضلات والمحافظة على حركية المفاصل وليونتها .
4- سرطان الثدي وترقق العظام : سرطان الثدي هو أشيع السرطانات عند النساء وخاصة بعمر فوق 60 سنة حيث تزداد أيضا خطورة حدوث ترقق العظام .
العلاقة بينهما : النساء اللواتي يتلقين علاج لسرطان الثدي لديهن خطورة أكبر لحدوث ترقق العظام . الاستروجين يحمي العظام ونقصه يحرض خسارة العظم والعلاج الجراحي أو الكيميائي يؤدي إلى فقد وظيفة المبيضين وبالتالي نقص الاستروجين .
العلاج قبل سن اليأس يبكر بانقطاع الدورة الطمثية كما أن العلاج الكيميائي يؤثر سلبا على العظم , وأيضا سرطان الثدي قد يحرض الخلايا الحالٌََُْة للعظم . يجب عند مرضى سرطان الثدي الاهتمام بالتغذية وخاصة الكالسيوم وفيتامين د .
الحاجة اليومية من الكلس للرجال والنساء بين 19 – 50 سنة 1000 ملغ وتزداد إلى 1200 ملغ بعمر فوق 50 سنة . الحاجة اليومية من فيتامين د 400- 800 وحدة دولية
البسفوسفونات ( مثل الأليندرونات) مفيدة بعلاج سرطان الثدي المنتشر إلى العظم .
الرالوكسيفين ينقص خطورة سرطان الثدي عند السيدات المصابات بترقق العظام وهو نوعي لمستقبلات الاستروجين .
5- القمه وترقق العظام : القمه (فقد شهية بسبب عصبي ) يؤهب لترقق العظام .
6- السكري وترقق العظام : السكري غالبا يترافق مع ترقق العظام .
قياس الكثافة العظمية (BMD) : و يرمز لها ب T-score .
T-score فوق -1 طبيعي . T-score بين-1 و -2,5 تلين عظام - T-score أصغر من -2,5 ترقق عظام .
استطبابات العلاج الدوائي لترقق العظام : 1. T-score أصغر من -2.5
2. T-score أصغر من -1.5 مع أحد عوامل خطورة ترقق العظام .
العلاجات الدوائية :
أ‌-الهرمونات :
1- الاستروجين : يعتبر من علاجات الخط الثاني وذلك لأنه يزيد خطورة حدوث سرطان الثدي أو الرحم . يعطى فقط للنساء بعد سن اليأس اللواتي لا يتحملن العلاجات الأخرى وذلك بأقل جرعة ممكنة ولأقل مدة زمنية ممكنة تضمن تحقيق الهدف العلاجي .
2- رالوكسيفين : له نفس تأثيرات الاستروجين لكنه لا يزيد خطورة سرطان الثدي والرحم . يزيد خطورة حدوث الخثار الوريدي . لا يخفف من الأعراض الوعائية لسن اليأس ( الهبات الساخنة مثلا ) . يؤخذ حبة واحدة في اليوم عيار 60 ملغ . يجب أن يوقف 72 قبل وخلال الفترة الطويلة من عدم الحركة . ينقص امتصاصه مع الأمبسلين .
3- الكالسيتونين : يعطى بشكل بخاخ أنفي كل بخة تعادل 200 وحدة دولية له تأثير مسكن للألم . يستخدم كخيار ثاني أو ثالث عند من لا يتحملون البسفوسفونات .
4- FORTEO – RECOMBINANT-PH TERIPARTITE : ينشط بانيات العظم . يعطى حقنة تحت الجلد مرة في اليوم يمكن استخدامه لمدة سنتين . يستخدم عند مرضى الخطورة العالية لكسر الفقرات وعند الذين لا يستجيبون للبسفوسفونات .قد يسبب هبوط ضغط انتصابي لذلك يفضل إعطاء الجرعة الأولى بوضعية الاضطجاع . مكلف ( 10 أضعاف كلفة البسفوسفونات ) يمكن استخدامه مع البسفوسفونات .
ب‌- STRONTIUM RANELAT )) : ينشط بانيات العظم ويثبط كاسرات العظم . يؤخذ بجرعة كيس يوميا عند النوم
ج‌- البسفوسفونات : تثبط كاسرات العظم وتعتبر الخط الأول بالعلاج وتضم
1. الأليندرونات ( FOSAMAX : 10 ملغ \ اليوم أو 70 ملغ \ الأسبوع )
2. الريزيدرونات ( ACTONEL : 5 ملغ \ اليوم أو 35 ملغ \ الأسبوع )
3. الإيباندرونات ( BONVIVA ): وهي أحدث البسفوسفونات جرعته 2.5 ملغ \ اليوم أو150 ملغ \ الشهر .
4. (ZOLEDRONIC ACID (ACLASTA ) : جرعته 5 ملغ \ السنة تعطى تسريبا وريديا .
فقط 1 % من جرعة البسفوسفونات يمتص وينقص الامتصاص بشدة إذا أخذت مع الطعام ويجب أن لا تؤخذ بنفس الوقت مع مركبات الكالسيوم . أهم اختلاطاتها حدوث رجفان أذيني .

إعداد
الدكتور عمر نبيل عامر
أخصائي بجراحة العظام والمفاصل
عضو الجمعية الملكية البريطانية للجراحين