الألم المزمن

وهو حالة معقدة غير مفهومة بشكل كامل حتى الآن ومن الصعب السيطرة عليه. وحسب إحدى الدراسات العلاج بالمسكنات يفيد فقط في 58%من الحالات. ماذا يسبب الألم المزمن وما هو الحل؟ بعض الحالات تنجم عن أذية قديمة شفيت منذ فترة طويلة مثل رض,إنتان ,أو شق جراحي . وفي حالات أخرى لا يوجد أي سبب واضح وأشيع أشكال الألم المزمن هي :- ألم أسفل الظهر.- التهاب المفاصل وخاصة التنكسي. – الصداع.- التصلب العديد. – الألم الليفي العضلي. – داء الحلأ النطاقي . - الاعتلال العصبي (التهاب الأعصاب). علاج الحالة المسببة (إذا وجدت) مهم لكنه غالبا لا يؤدي إلى زوال الألم المزمن. يعتبر الألم المزمن حاليا حالة مرضية قائمة بحد ذاتها تتطلب معالجة تستهدف حالة المريض النفسية والجسدية . فهم التأثير النفسي للألم المزمن : يعتبر الألم المزمن حالة مرضية على مستوى الخلايا وخاصة العصبية حيث تستمر السيالات العصبية الشاذة بتنبيه الدماغ لوجود أذية نسيجية لم تعد موجودة (شفيت) أو بالأصل لم تحدث . أضف إلى ذلك العوامل الاجتماعية والنفسية المعقدة التي تلعب دورا إما في التعامل بنجاح مع الحالة أو الاستسلام لها العواطف السلبية مثل الحزن ,القلق, الغضب تفاقم الألم المزمن والذين يستسلمون لها تزداد آلامهم ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بحالة من العجز مقارنة بأولئك الذين يتجاوزن و يتجاهلون عواطفهم السلبية بشتى الطرق. بالنسبة للذين ينجم ألمهم من أذية في العمل يكون الألم أسوأ عند من يبدون عدم رضا عن عملهم مقارنة بالذين يحبون عملهم. المشاعر السلبية يمكن أن تكون نتيجة أو سبب للألم المزمن . بما أن الألم المزمن يؤثر في جميع أوجه الحياة فإنه من المهم معالجته دوائيا وعاطفيا . المرضى يجب ألا يستسلموا للألم وألا يرضوا بطبيب لا يريد معالجة ألمهم بشكل هجومي وفعال . أدوية الأم المزمن: 1- المسكنات : مثل الأسيتامينوفن (باراسيتامول) ,مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية(NSAIDs) والأسبرين , تعتبر هذه الأدوية آمنة ولكن نسبيا حيث أن تناول الأسيتامينوفن بكثرة قد يؤذي الكبد أو يؤدي للوفاة وخاصة بوجود مرض كبدي. NSAIDs قد تسبب التهاب أو قرحة هضمية وتزيد خطورة حدوث نقص التروية القلبية والمشاكل الكلوية. 2- مضادات الاكتئاب : التأثير المزيل للألم لمضادات الاكتئاب ينجم عن فعلها المعدل للمزاج وبذلك فهي تفيد بعلاج الألم المزمن عند غير المصابين بالاكتئاب.من تأثيراتها الجانبية :جفاف الفم ,التركين والنعاس, الاحتباس البولي. عند استعمالها بشكل مناسب وتحت مراقبة الطبيب فإنها تعتبر آمنة وفعالة لعلاج الألم المزمن . 3- مضادات الاختلاج : العديد من أدوية الصرع تستخدم كذلك لعلاج الألم المزمن. 4- الادوية المخدرة أوالأفيونية : مثل الكودئين والمورفين , قد تكون فعالة وبشكل ممتاز في تدبير الألم المزمن ويمكن استخدامها على شكل حبوب, لصاقات جلدية, حقن,أو مضخات صغيرة مزروعة في الجسم. طبعا هذه الأدوية تحمل خطر الإدمان لكن حسب خبراء علاج الألم و باستثناء المرضى الذين لديهم سوابق إدمان فإن فوائد استخدام هذه الأدوية تفوق مخاطرها, وعادة الأطباء الذين يستخدمونها يراقبون مرضاهم بحذر. العلاجات غير الدوائية للألم المزمن: 1- العلاجات البديلة: رغم عدم معرفة كيفية عمل هذه العلاجات بدقة فإن هناك دلائل علمية كثيرة أن الوخز بالإبر يفيد في حالات الألم المزمن . ومن العلاجات الأخرى أيضا المساج (التدليك) ممارسة التأمل, منابلة العمود الفقري(spine manipulation) , التلقيم الراجع الحيوي ( يضع المريض حساسات على مناطق معينة منجسمه تقوم بتسجيل فعاليات مختلفة في الجسم أثناء وجود الألم وبواسطتها يتدرب المريض على التحكم بتوتر العضلات وغيرها من الأمور التي قد تساهم بالألم المزمن. 2- التمارين الرياضية : مثل المشي ,ركوب الدراجة, السباحة, وتمارين الاسترخاء. 3- العلاج الفيزيائي : حيث يمكن للمريض أن يتعلم كيفية تجنب الحركات والفعاليات التي تساهم بحدوث الألم المزمن ويتدرب على الحركات التي تخفف منه. 4- التنبيه العصبي : التنبيهات الكهربائية الضعيفة عبر الجلد يمكن أن تساهم بإيقاف التنبيهات العصبية المسئولة عن الألم المزمن. 5- العلاج النفسي : هناك نمط من العلاج النفسي يدعى العلاج السلوكي المعرفي وهو مفيد عند كثيرين من مرضى الألم المزمن ويساعدهم على التأقلم مع الأمور المثيرة للألم وتخفيف تأثير الألم على حيلتهم اليومية. يجعل هذا العلاج الشخص يفكر بشكل منطقي بألمه ويجد طريقة لتجنب تأثيراته الجسدية والنفسية على حياته ,كما يجعله يرفض الاعتقاد الخاطئ بأنه بحاجة للاستلقاء في الفراش حتى زوال الألم وأن عودته للعمل سوف تسبب له ضررا جسديا دائما. اختيار الطريقة الصحيحة لعلاج الألم المزمن يعتمد على الموجودات السريرية لدى المريض ويتطلب مناقشة المريض حول طبيعة الألم ومثيراته وفعالية العلاجات المستخدمة سابقا.

شكرا لك دكتور معلومات قيمة
تقبل مروري تحياتي

معلومات مفيدة وقيمة دكتور

شكرا لك